تقرير عن السلطان قابوس بن سعيد
تقرير
عن السلطان قابوس بن سعيد
مقدمة:
يُعتبر
السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور آل سعيد (1940–2020) أحد أبرز القادة العرب في
العصر الحديث، حيث قاد مسيرة النهضة العُمانية منذ توليه الحكم عام 1970 وحتى
وفاته، محققًا تحولات تنموية شاملة في مجالات التعليم، والاقتصاد، والبنية التحتية.
النشأة
والتعليم:
مرَّ
تعليم السلطان قابوس بمراحل متعددة، بدأت داخل قصر والده في صلالة، حيث تلقى
تعليمه الأساسي في بيئة محفزة على الاطلاع. في مرحلة الطفولة، درس القرآن الكريم،
ومبادئ اللغة العربية، والعلوم الشرعية، إلى جانب التاريخ العُماني، تحت إشراف
مُعلمين مختارين بعناية، مما غرس فيه حب المعرفة والانتماء للوطن.
في
مرحلة لاحقة، انتقل إلى مدينة "صلالة" للدراسة في مدرسة نظامية، حيث
تعلم اللغة الإنجليزية والعلوم الحديثة، مما مكَّنه من التواصل مع الثقافات
الأخرى. وفي عام 1958، أرسله والده السلطان سعيد بن تيمور إلى المملكة المتحدة
لإكمال تعليمه، فالتحق بمدرسة خاصة في "سافوك" لمدة عامين، ثم انتقل إلى
أكاديمية "ساندهيرست" العسكرية الملكية عام 1960، وهي واحدة من أعرق
المؤسسات العسكرية في العالم.
خلال
فترة تدريبه في "ساندهيرست"، تلقى علوم الإدارة العسكرية،
والاستراتيجية، والقيادة، وتخرَّج عام 1962 برتبة ملازم ثانٍ، ليكمل بعدها تدريبات
متخصصة في ألمانيا ضمن الجيش البريطاني. هذه المرحلة التعليمية العسكرية كانت حجر
الأساس في تشكيل شخصيته القيادية، والتي انعكست لاحقًا على حكمه الحكيم لعُمان.
تولي
الحكم:
في
23 يوليو 1970، تولى السلطان قابوس الحكم بعد تنحية والده السلطان سعيد بن تيمور،
في خطوة تاريخية لإنقاذ البلاد من التخلف والانقسامات الداخلية. وجد السلطان قابوس
عُمان تعاني من ضعف البنية التحتية، وانتشار الأمية، وغياب الخدمات الصحية، فبدأ
فورًا بوضع خطط طموحة للإصلاح.
الإصلاحات
والتنمية:
ركَّز
السلطان قابوس على بناء دولة المؤسسات، فأنشأ وزارات متخصصة، وأطلق نظامًا
تعليميًا مجانيًا يشمل جميع المراحل، مما رفع نسبة المتعلمين من 5% إلى أكثر من
95%. كما شهدت عُمان في عهده طفرة في قطاع الصحة، ببناء المستشفيات وتأهيل الكوادر
الطبية. أما على الصعيد الاقتصادي، فقد حوَّل عُمان من اقتصاد يعتمد على الزراعة
التقليدية إلى اقتصاد متنوع، مع تطوير قطاعات النفط، والغاز، والسياحة.
الوفاة
والإرث:
رحل
السلطان قابوس في 10 يناير 2020 بعد مسيرة حافلة، تاركًا خلفه دولة عصرية تحفظ
مكانتها الإقليمية والدولية. يُذكر دائمًا بقوله الشهير: "الشعب العُماني هو
ثروتي الحقيقية".
خاتمة:
استطاع
السلطان قابوس، برؤيته الثاقبة، أن يحوِّل عُمان إلى نموذج للاستقرار والتنمية
المستدامة، مع الحفاظ على قيمها العربية والإسلامية، مما جعله رمزًا يُحتذى به في
القيادة الحكيمة.
المصادر:
1. الجهوري، حمزة حميد (2021). "السلطان قابوس: مسيرة
النهضة". دار النشر العُمانية.
تعليقات
إرسال تعليق